
مصر

الثلاثاء، 23 فبراير 2010
الأحد، 14 فبراير 2010
المسيح فى التفاسير
الباب الثاني: الرد على النصارى في استدلالهم على ألوهية المسيح بالمعجزات التي أظهرها الله على يديه
رد على الافتخار الذي يفتخر به النصارى المبتدعون بسمو آيات عيسى وعجائبه وأنها فائقة، وقصدهم بذلك لكي يثبتوا بدعتهم منها، أعني الأوهية لعيسى. وقد قابلت آياته وإذا هي في الواقع آيات خارقة للعادة، إلا أن الأنبياء الذين سبقوه قد عملوا مثلها وما يعلوها ويفوقها أيضا، ثم إن آل زمانهم وأتباعهم لم يعتقدوا فيهم أنهم آلهة ولا مساوون لله تعالى في الجوهر.
أقول: إن الافتخار الذي يفتخر به النصارى بآيات عيسى لكي يثبتوا بها أنه إله ومساو لله تعالى في الجوهر، ذلك لايفيدهم شيئا، لأننا مع اعترافنا أن آيات سيدنا عيسى عليه السلام خارقة إلا إنها إذا إلا أن سيدنا موسى عال جملة ألوف بلواحقهم، ليس يوما ولا شهرا بل سنين عديدة في التيه في البرية. وعيسى عليه السلام بنوع عجيب صام أربعين يوما في البرية، إلا أن إلياس النبي تقابلت آياته بآيات سيدنا موسى والأنبياء عليهم السلام فيظهر أن بعضها متساوية وبعضها أقل رتبة منها. فسيدنا عيسى نعم: إنه أطعم خمسة آلاف وأربعة آلاف من خبز قليل لما صلى لله تعالى، صام مثله، وموسى النبي عليه السلام ضاعف الأربعين.
ثم إذا قلنا إن سيدنا عيسى صعد وعرج، فإيليا أيضا صعد بهولة عظيمة وبمركبة نارية. وعيسى انتهر البحر والريح فهدءا، ويشوع بن نون أوقف الشمس والقمر. [1]
نعم إن عيسى مشى على الماء، وأيضا تابوت العهد مع كهنة اليهود جازوا في نهر الاردن بأقدام غير مبلولة.
سيدنا عيسى أقام بصلاته أمواتا، وأيضا إيليا واليشع أقاما أمواتا في حياتهما، بل إن عظام اليشع من بعد موته وفنائه حينما وضعوا عليها ذاك الميت للحال قام ناهضا.
مرض البرص شفاه المسيح، واليشع شفى نعمان السريايي من البرص أيضا. [2]
نعم إن الأعمى برئ بسيدنا عيسى، وبرئ سابقا من مرارة حوت طوبيا، ومن بخور كبده أخرجت الشياطين، وماء بركة المرسلة كان يشفي المخلعين، وسيدنا المسيح كان يبرئ المخلعين.
سيدنا المسيح هو حي للآن، وإيليا وأخنوخ لم يموتا، بل هما باقيين أحياء.
نعم عيسى أحال شجرة التين المورقة وجعلها يابسة، وموسى تحولت عصاته اليابسة إلى حية. [3]
نعم عيسى حين اليهود أرادوا قتله على زعمهم صارت ظلمة على الأرض من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، وربما يكون انكسافا طبيعيا. وأما الظلمة التي صارت بمصر على يد موسى عليه السلام فقد استقامت ثلاثة أيام.
نعم إن عيسى حينما اعتمد شهد له صوت من السماء قائلا: «هذا هو ابني الحبيب»، وأما موسى حسبما ورد عنه بأن الله تعالى ناجاه مخاطبا وقائلا: «قد أقمتك إلها لفرعون».
نعم إن سيدنا عيسى لما تجلي عليه لمعت ثيابه كالثلج، ولكن موسى حينما نزل من الجبل من مناجاة الله سبحانه له كان يضع على وجهه برقعا ليغطي به ذاك البهاء الذي كان فيه، وذلك البهاء لم يكن وجوده ساعة كالتجلي بل بقي زمانا طويلا.
فهذه المقولات والمقابلات قد أوردتها ليس لأن عندي أن سيدنا عيسى هو دون سيدنار موسى عليهما السلام حاشا وكلا، وإنما ليعلم أن المسيح ليس بزائد عن موسى ولا هو إلها له كما يزعم النصارى.
وبقي علينا أن نشرح ونبين الآيات والعجا\ب التي فعلها موسى ولم يفعل سيدنا عيسى مثلها ولم يرد على يديه مثل أصغرها، كتحويل بحار المصريين إلى دم وإيجاد الضفادع الكثيرة والوباء المهلك والجرب والجراد والبرد وموت الأبكار وشق البحر الأحمر بعصاته وإدخال الشعب على الأرض اليابسة في وسط البحر وعامود الغمام وإنباع الماء من الصخرة التي كانت تتبع الشعب أينما مشى لتسقيه وحية النحاس التي كانت تمنع الموت عن الناظرين إليها من الذين كانت تلدغهم الحيات، كما كتب وشرح ذلك بالإفراد في سفر الخروج. وفي غير محل من التوراة تجد آيات أخر فائقة لم تعمل من عيسى عليه السلام كنجاة دانيال من جب السباع وحفظ الثلاثة فتية الذين طرحهم الملك في أتون النار ولم تمسهم ولم تحرق ثيابهم نار ذلك الأتون المتوقد سبعة أضعاف، وشق نهر الأردن من أثواب إيليا حينما ضربه اليشع بتلك المخملة.
فهذه جميعها ما عمل مثلها المسيح عليه السلام مع أن الواجب حيث إن عيسى حسبما يزعمون عنه أنه إله ومساو لله تعالى في الجوهر أن تكون آياته وعجائبه أكثر خرقا للعادة وأعلى وأسمى وأغرب من آيات موسى والأنبياء ولم يقع مثلها في الوجود من كونه كما نوهوا عنه أنه خالق الأنبياء وإلههم - أعوذ بالله من ذلك - وعندما ينحصر المبتدعون لألوهية عيسى من هذه التقارير والمقابلات ربما يقولون: إن أفعال المسيح الخارقة هي عقلية روحانية، مثلما أنه خلص آدم من خطيئته التي لحقتهم وأنه صيرهم أبناء الله بالنعمة وأنه أنقذهم من يد الشيطان الرجيم.
أقول: إن هذه الدعوى المتضمة أن عيسى عليه السلام خلص آدم من الخطيئة ونسله أيضا معه هي دعوى لا دليل عليها ويكذها الحس ومنافية للعدل.
أما قول لا دليل عليها ويكذبها الحس فلأن آدم لما أخطأ على زعمهم مات نفسا وجسدا في الحال: مات بالنفس وبالاستقبال مات بالجسم. وهذين، أعني موت النفس والجسم قد لحق ذريته بأجمعها كما حرر ذلك ر بولس عن موت الجسم لا النفس: (:أن بآدم دخل الموت وعم على الجنس البشري». ولم نر في كل هذه الدهور من حين جاء عيسى وعمل الخلاص - على زعمهم - لآدم وذريته حتى الآن أن البشر تخلصوا أو أي فرد منهم من الموت الجسدي الذي تبع الموت النفساني رعلى زعمكم [4] حتى نستدل على أن سيدنا عيسى خلص البشر من الموت النفساني، بل إننا نراهم يموتون على السواء، حتى الطفل المعمد الذي تخلص من خطيئة آدم وصار ابنا لله على زعمهم الباطل ولم يعمل خطيئة واحدة فإننا نراه يمرض ويموت.
ثم نرى أيضا أن جميع القصاصات الواردة على البشر بواسطة خطيئة أبيهم آدم المشروحة في التوراة في الإصحاح الثالث من سفر التكوين، كالإتعاب وأكل الخبز بعرق الوجه وإخراج الأرض الأشواك التي تفسر بالغموم والهموم وولادة المرأة بالأوجاع ولعنة الأرض، كلها باقية غير منحلة ولا ناقصة ولا نالها تغير ولا تحويل.
وحيث لا يثبت صحة المدلول إلا بالدليل، والدليل هنا بقاء القصاصات التي شرحناها هو ظاهر بين، فينتج إذا من كون القصاصات باقية أن المسيح ما عمل خلاصا كما يزعمون، وهذا هو المدلول الصحيح الذي لا شك فيه، لأن بهذا الميزان انتقض مدلولهم. [5]
وأما قولي عن دعواهم إنها منافية للعدل، فلأن الوصية في التوراة تجتزئ ذنوب الآباء من الأبناء إلى ثلاثة وإلى أربعة أجيال حسبما جاء في الوصية الثانية من الوصايا العشر، وهذه الوصية يحتسبها العقل ظلما، إذ أنه يسمع العدل الحقيقي الإلهي من فم نبي آخر يقول: «إن النفس التي تأكل الحصرم هي تدرس»، وقوله: «لا يموت الابن بخطيئة الأب».
فكيف يسلم العقل ههنا بأن خطية آدم وقصاصه يتسلسل جيلا بعد جيل وشخصا بعد شخص حتى يجيء عيسى ليخلص جنس البشر؟ وأن الله تعالى العادل سبحانه يترك البشر تحت هذا الظلم القسري؟ أعني أن آدم يخطئ وتهلك ذريته معه بسبب خطئه إلى أجيال عديدة، حتى يرسل عيسى لكي يخلصهم. وما يرى في الناس خلاص، لأنه كما سبق أقول بأنه لا يوجد قصاص واحد من المترتب على آدم انحل وتلاشى بواسطلة الخلاص الذي يدعون أنه تحقق بعيسى حتى يمكن أن نستدل به عليه إن كان حقا.
فإذا، حيث إننا لم نر انحلالا لقصاص من المترتب على آدم والمتسلسل إلى ذريته حتى الآن، فيلزم أنه لا دليل على الخلاص الذي يعتقده النصارى المتأخرون ولا إثبات.
وإذا كانت خطيئة آدم لزمت البشر جميعهم على زعمهم الباطل، فكيف الله سبحانه وتعالى العادل يحبس بعضهم في الجحيم تحت يد إبليس وسلطانه نحو خمسة آلاف سنة، وبعضهم الذين جاؤا من بعد عيسى يخلصهم بعيسى بلا حبس ولا دقيقة واحدة، مع أن الكل أخطاوا بآدم فأين عدل الله بذلك؟ [6]
مع أن عيسى عليه السلام الذي نسبوا إليه هذه الدعوى لم يتكلم ولا تعرض لذكر هذه القضية في جميع تعاليمه على الإطلاق، لا بل إنه تكلم بما يضاد هذا الاعتقاد عن لعازر: أن الملائكة نقلته إلى حضن إبراهيم، وإبراهيم قد أفاد عنه عيسى ههنا بأنه هو نفس النعيم.
ويظهر من هذا الكلام على خلاص واقع قبل الفداء الموهوم.
وإن قيل إن ذلك القول في الإنجيل من سيدنا عيسى كان مثالا،
فنجيب: إن المثل لا بد من أن يكون له رابط فيما بينه وبين الممثل به، فكيف سيدنا عيسى يمثل إبراهيم بالنعيم ويكون يومئذ إبراهيم على رأيكم في جوف الجحيم؟ وما هو الرابط فيما بين المثل والممثل به؟
وغلاقة هذا المبحث تراه في كتاب الأجوبة الجلية أصول وخصوم، أي ردودهم وجواباتها، مع قوله الصريح: بأني «لم آت لأدعو صديقين، بل خطاة إلى التوبة».
فإذا ينتج: أنه يوجد صديقين وما أتى ليدعوهم، لأنه في مقدم هذه الجملة قد أورد سندا قويا لها وهو قوله: «إن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب لكن المرضى».
والبيان الأخير، أن هذا الرأي، أي: بأن الخطيئة موروثة من آدم والمسيح خلص البشر منها هو رأي منكر الآن عند النصارى الموحدين، ومن ذلك يظهر أنه تزوير محدث.
ونختم هذا الباب بقول مختصر، ونقول: إن النصارى يقولون إنهم هم أبناء الله بواسطة الإيمان والمعمودية، وقد ورد عندهم في كتابم «بأن من ولده فما يخطئ»، وأننا نرى إلى الآن الخطايا جميعها التي يدعو إليها إبليس والشهوات يفعلها النصارى وقد ظهرت فيهم واستحوذت عليهم ليس بأقل من الخارجين عن معتقدهم، بل أكثر وأبلغ، ولم نر لهم ميزة تميزهم عن غيرهم في شئ، فلا يخلو إما أن يكون هؤلاء النصارى لا يخطئون من حيث إنهم أبناء الله ومولودين من الروح الصالح وخلصهم المسيح من الخطيئة ومن يد إبليس، كما ورد عنهم في كتابهم وهو صدق وحق، وإما أنهم أي النصارى إذا كانوا يخطئون دائما مثل الذين هم خارجون عن اعتقادهم كما يرى ظاهرا فيهم، فليسو هم أباء الله كما يزعم كتابهم عنهم ولا خلصهم المسيح من يد إبليس، ويكون كتابهم في هذا الباب متقول.
المسيح فى القرآن
[عدل] [سورة المائدة (5): الآيات 17 الى 19]
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)
المعنى الجملي
بعد أن أقام سبحانه الحجة على أهل الكتاب عامة بين ما كفر به النصارى خاصة
الإيضاح
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المسيحيون في هذا العصر فرق ثلاث: الكاثوليك والأرثوذ كس والبروتستانت (أي إصلاح النصرانية) وهذا المذهب الأخير حدث من نحو أربعة قرون وصار هو المذهب السائد في أعظم الأمم مدنية وارتقاء كالولايات المتحدة وانجلترا وألمانيا، وقد أزال هذا المذهب كثيرا من التقاليد والخرافات النصرانية التي كانت قبله واستبدل بها تقاليد أخرى، ومع كل هذا فهؤلاء المصلحون لم يستطيعوا أن يرجعوا المسيحية إلى التوحيد الصحيح الذي هو دين المسيح ودين سائر الأنبياء، فلا يزالون يقولون بالتثليث ويعدون الموحّد غير مسيحى كما تقول بذلك الفرقتان الكبيرتان الأخريان.
وجميع فرق النصارى في هذا العصر تقول: إن الله هو المسيح بن مريم وإن المسيح ابن مريم هو الله، ولكن النصارى القدماء لم يكونوا متفقين على هذه العقيدة إذ كان بعضهم يفسر الآب والابن وروح القدس بأنها الوجود والعلم والحياة والقول بها لا ينافى توحيد الخالق كما أنه يوجد الآن في نصارى أوربا وغيرهم موحدون يعتقدون أن المسيح نبي ورسول لا إله.
قال الدكتور بوست البروتستانتي في تاريخ الكتاب المقدس (طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية الجوهر: الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلى الآب ينتمي الخلق بواسطة الابن وإلى الابن الفدى، وإلى الروح المقدس التطهير. غير أن هذه الثلاثة الأقانيم تتقاسم جميع الأعمال على السواء).
والعمدة عندهم في هذه العقيدة عبارة جاءت في إنجيل يوحنا وهي (فى البدء كانت الكلمة، والكلمة كان عند الله، والله هو الكلمة) وقد فسروا الكلمة بالمسيح فيصير معنى الفقرة الثالثة من إنجيل يوحنا (والله هو المسيح بن مريم) وهذا عين ما أسنده القرآن إليهم.
ولا شك أن هذه العقيدة وثنية أخذت عن قدماء المصريين والبراهمة والبوذيين وغيرهم من وثنيي الشرق والغرب.
(قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا؟) أي قل أيها النبي الكريم لهؤلاء النصارى: من يقدر على دفع الهلاك والموت عن المسيح وأمه، بل عن سائر الخلق جميعا إن أراد أن يهلكهم ويبيدهم؟
وخلاصة هذا - إن المسيح وأمه من المخلوقات القابلة للفناء والهلاك كسائر أهل الأرض، فإذا أراد الله أن يهلكهما ويهلك أهل الأرض جميعا لا يستطيع أحد أن يردّ إرادته، لأنه هو مالك الملك الذي يصرّفه بمقتضى مشيئته وإرادته، وإذا كان المسيح لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ولا عن أمه الهلاك كما لا يستطيع أن يدفعه عن غيره، فكيف يكون هو الله الذي بيده ملكوت كل شيء؟
ثم ذكر ما هو كالدليل على ذلك فقال:
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) أي فمن يملك من الله شيئا إن أراد إهلاك المسيح وأمه وأهل الأرض قاطبة؟ فهو صاحب الملك المطلق والتصرف في السموات والأرض وما بينهما أي وما بين العالمين العلوي والسفلي بالنسبة إليكم.
ثم دفع شبهة تحوك في صدورهم من كيفية خلق عيسى فقال:
(يَخْلُقُ ما يَشاءُ) أي إن تلك الشبهة التي عرضت لكم وجعلتكم تزعمون أن المسيح بشر وإله - هو أنه خلق على غير السنة العامة وأنه عمل أعمالا عجيبة لا تصدر من عامة البشر، فالله له ملك السموات والأرض، ويخلق الخلق على مقتضى مشيئته، فقد يخلق بعض الأحياء من مادة لا توصف بذكورة ولا أنوثة كأصول أنواع الحيوان، ومن ذلك أبو البشر آدم عليه السلام، وقد يخلق بعضها من أنثى فقط، وقد يخلق بعضها من ذكر وأنثى، وشكل الخلق وسببه لا يدل على امتياز لبعضها عن بعض، ولا على ألوهية لبعضها، ولا حلول الإله الخالق فيها، فسنة الله في خلق المسيح ومزاياه لا تدل على كونه إلها وربّا، لأن هذه المزايا في الخلق كلها بمشيئة الخالق ولا يخرج بها المخلوق عن كونه مخلوقا.
(وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وبقدرته يخلق ما يشاء، فتارة يخلق الإنسان من الذكر والأنثى، وتارة بدون أب ولا أم كما في آدم، وأخرى من أم ولا أب له كما في عيسى عليه السلام.
والخلاصة - إن كل ما تعلقت به مشيئته ينفذ بقدرته، وإنما يعدّ بعضه غريبا بالنسبة إلى علم البشر الناقص لا بالنسبة إليه تعالى، وكذلك غرابة بعض أفعالهم قد تكون عن علم كسبي يجهله غيرهم، أو عن تأييد رباني لا صنع لهم فيه ولا تأثير.
روى ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: أتى رسول الله ابن أبي وبحري بن عمرو وشاس بن عدى من اليهود فكلمهم وكلموه ودعاهم إلى الله وحذّرهم نقمته فقالو: ما تخوفنا يا محمد؟ نحن والله أبناء الله وأحباؤه، كما قالت النصارى ذلك فأنزل الله فيهم:
(وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) إلى آخر الآية، وقد جاء إطلاق هذا اللفظ (أبناء لله) في الإنجيل على الملائكة وعلى المؤمنين الصالحين كما حكاه متّى في وعظ المسيح على الجبل من قوله: (طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون) وكقول بولس في رسالته إلى أهل رومية (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فألئك هم أبناء الله) ومن هذا يعلم أن (ابْنُ اللَّهِ) يستعمل في كتبهم بمعنى حبيب الله الذي يعامله معاملة الأب لابنه من الرحمة والإحسان والتكريم، ولكن النصارى تحكموا في هذا اللقب فجعلوه بمعنى الابن الحقيقي للمسيح، وبالمعنى المجازي بالنسبة إلى غيره من الصالحين.
وقد رد الله عليهم بقوله لنبيه:
(قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ؟ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) أي قل لهم أيها النبي إذا كان الأمر كما زعمتم، فلم يعذبكم الله بذنوبكم في الدنيا كما ترون؟ من تخريب الوثنيين لمسجدكم الأكبر، ولبلدكم المرة بعد المرة، ومن إزالة ملككم من الأرض، والأب لا يعذب ابنه، والحبيب لا يعذب حبيبه، فلستم إذا أبناء الله ولا أحباؤه، بل أنتم بشر من جملة ما خلق، والله سبحانه لا يحابى أحدا، وإنما يغفر لمن يعلم أنه مستحق للمغفرة، ويعذب من يعلم أنه مستحق للعذاب، فارجعوا عن غروركم بأنفسكم وسلفكم وكتبكم، فكل هذا لا يجزيكم فتيلا ولا قطميرا وإنما الذي ينفعكم هو الإيمان الصحيح وصالح الأعمال، فالجزاء إنما يكون عليها، لا على الأسماء والألقاب:
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) أي إنه تعالى الخالق ذو التصرف المطلق في كل شيء بمقتضى علمه وحكمته وعدله وفضله، وجميع المخلوقات عبيد له، لا أبناء ولا بنات « إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْدًا » وفى ختمها بقوله « وإليه المصير » إشارة إلى أنه سيعذبهم في الآخرة على هذا الكفر والدعاوى الباطلة، وأنهم عند ما يصيرون إليه يعلمون أنهم عبيد آبقون يجازون، لا أبناء ولا أحباء يحابون.
وقد كان اليهود يعتقدون أنهم شعب الله الخاص ميّزهم عن سائر البشر، فليس لشعب آخر أن يطلب مساواته بهم وإن كان أصح منهم إيمانا وأصح أعمالا، ولا ينبغي أن يتبعوا محمدا ، لأنه عربي لا إسرائيلي، والفاضل لا يتبع المفضول، والله لا يعاملهم إلا معاملة الوالد لأبنائه الأعزاء، والنصارى قد زادوا عليهم غرورا فهم قد ادّعوا أن المسيح فداهم بنفسه وأنهم أبناء الله بولادة الروح، والمسيح ابنه الحقيقي ويخاطبون الله تعالى بلقب الأب.
وقد جاهد النبي غرور اليهود جهادا عظيما ولم يجد ذلك فيهم شيئا فرفضوا دعوته وردوا ما جاءهم به من أن العمل مرضاة الله وبه تنال تزكية النفس وإصلاحها كما جاهد صلف النصارى وكبرهم، وكانوا زمن التنزيل أشد من اليهود فسادا وظلما وعدوانا بشهادة المؤرخين، ومع كل هذا يدّعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم ليسوا في حاجة إلى إصلاح دينهم ولا دنياهم كما فعل اليهود مثل ذلك.
والخلاصة - إن هذه الآيات تبين لنا سنة الله في البشر، وأن الجزاء إنما يكون على الأعمال لا على الأسماء والألقاب.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) أي قد جاءكم رسولنا الذي بشّرتم به في كتبكم وأخبركم به أنبياؤكم، فقد جاء على لسان موسى (أنه سيقيم نبيا من بنى إسماعيل إخوتكم) وعلى لسان عيسى (أنه سيجيئ البارقليط روح الحق الذي يعلمكم كل شى ء) وفى الإنجيل الرابع إن اليهود أرسلوا كهنة ولاويين (أحبارا) فسألوا يوحنا عليه السلام: أأنت المسيح؟ قال: لا. أأنت إيليا؟ قال: لا. أأنت النبي؟ قال: لا.
هذا الرسول هو محمد بن عبد الله النبي الأمي يبين لكم على فترة من الرسل أي على انقطاع منهم وطول عهد بالوحي - جميع ما أنتم في حاجة إليه من أمور دينكم ودنياكم من عقائد أفسدتها عليكم نزغات الوثنية، وأخلاق وآداب صحيحة أفسدها عليكم إفراطكم في الأمور المادية والروحية، وعبادات وأحكام تصلح أمور الأفراد والمجتمع.
ويدخل في ذلك ما بينه لكم مما كنتم تخفون من الكتاب لإقامة الحجة عليكم، ولولا أنه رسول من عند الله لما تسنى له أن يعرف شيئا مما جاء به.
وقد أرسل - صلوات الله عليه - وقد فشا التغيير والتحريف في الشرائع المتقدمة لتقادم عهدها وطول زمانها، فاختلط فيها الحق بالباطل والصدق بالكذب، وصار ذلك عذرا ظاهرا في إعراض الخلق عن العبادات، إذ لهم أن يقولوا: يا إلهنا عرفنا أنه لا بد من عبادتك، ولكن كيف نعبدك؟ فبعث الله محمدا في ذلك الحين لإزالة هذا العذر الذي بينه سبحانه بقوله:
(أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) أي إننا إنما بعثناه إليكم كراهة أن تقولوا ما جاءنا من بشير يبشرنا بحسن العاقبة للمؤمنين، وينذرنا بسوء عاقبة المفسدين الضالين.
ثم بين أنه أزال هذا العذر فقال:
(فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) يبين لكم أمر النجاة والخلاص والسعادة الأبدية، وأنها منوطة بالإيمان والأعمال، وأن الله لا يحابي أحدا.
(وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومن دلائل قدرته نصر نبيه وإعلاء كلمته في الدنيا، وفى ذلك رمز لكم إن كنتم من ذوي الأحلام إلى ما يكون له من المنزلة في الدار الآخرة.
روى ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: دعا رسول الله يهود إلى الإسلام فرغّبهم فيه وحذّرهم، فأبوا عليه، فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب: يا معشر يهود اتقوا الله فوالله لتعلمن أنه رسول الله، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته، فقال رافع ابن حريملة ووهب بن يهودا: إنا ما قلنا لكم هذا، وما أنزل من كتاب من بعد موسى، ولا أرسل الله بشيرا ولا نذيرا بعده فأنزل الله الآية.
الخميس، 11 فبراير 2010
تعذيب المسلمين فى الأندلس ( أسبانيا )
يتسآءل البعض
لماذا انعدمت الهوية الإسلامية من (الأندلس) أسبانيا
رغم مئات السنين التي بقي فيها المسلمون هناك
كما هو الحال في الهند وأندونيسيا
فمنذ دخول الإسلام لم يخرج منها حتى العصر الحاضر
لولا التعذيب ومحاكم التفتيش
لبقيت أسبانيا مسلمة
أسبانيا ومحاكم التفتيش
سقطت غرناطة -آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة (897هـ =1492م)، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحق (التفتيش)؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.
وهاجر الكثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فرارًا بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الأسبان لهم، وعادت أسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض أسبانيا.
وشنّ النصاري على المسلمين حرباً ضروساً بلا رحمة ولا هوادة، وصارت الأقاليم الإسلامية المحتلّة خاضعة لسلطة محكمة التفتيش أثناء فترات الهدنة أو الفترات الموالية لمعاهدات السلم
محاكم التفتيش ـ وإبادة المسلمين في الأندلس
أسبانيا ومحاكم التفتيش
والأدهى والأمر أن النصارى لاينظرون إلى تاريخهم الإجرامي
وحتى الكثير من المسلمين لايعلمون شيئاً عن تاريخهم
بل حاول النصارى طمس تاريخهم
وقاموا باتهام المسلمون أنهم قوم قتل وإرهاب
وللأسف المسلمون أنفسهم صدقوا هذه الخدعة
والإسلام دين السلام والتسامح والرحمة
وللعلم إن الذي غيَّر هذه المفاهيم في الوقت الحالي
هو أن العالم أصبح قرية صغيرة متحضَّرة
وقام الغرب بوضع قوانين يحتكمون إليها
ولكن تناسوا أو نسوا أنهم شعب إجرام وقتل وتنكيل
لأنهم بلا هوية وبلا عقيدة وبلا أخلاق
ومع هذا كله لا يفوتون فرصة فيها انتقام أو كره
أو حقد أو بغض على المسلمين إلاَّ وقاموا باستغلالها
عجباً كيف يركض شبابنا وراء الغرب في أفكارهم ومعتقداتهم
وشخصياتهم وأنديتهم الرياضية مثل نادي برشلونة وريال مدريد في أسبانيا
لو علموا بهذه المحاكم لم يلفظوا هذه الأسماء
على ألسنتهم لكي لا يدنسوها بهذه التفاهات
سورة مريم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
كهيعص ﴿١﴾ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴿٣﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿٤﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴿٥﴾ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴿٦﴾ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ﴿٧﴾ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿٨﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴿٩﴾ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ﴿١٠﴾ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿١١﴾
سورة مريم
يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴿١٢﴾ وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا ﴿١٣﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا ﴿١٤﴾ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿١٥﴾ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿٢١﴾ ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿٢٣﴾ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿٢٤﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿٢٥﴾
سورة مريم
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴿٢٦﴾ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾ ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٣٦﴾ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٣٧﴾ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ۖ لَٰكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٨﴾
س الأنعام
سورة الأنعام
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿١﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ﴿٢﴾ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴿٣﴾ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٥﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٦﴾ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾ وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ﴿٨﴾
الأحد، 7 فبراير 2010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)