
مصر

السبت، 31 مارس 2012
الثلاثاء، 20 مارس 2012
الاثنين، 19 مارس 2012
الأحد، 18 مارس 2012
الجمعة، 9 مارس 2012
الثلاثاء، 6 مارس 2012
من أخبار ذى القرنين
عن عبدالله بن سليمان وكان قارئا للكتب قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل أن ذاالقرنين كان رجلا من أهل الاسكندرية وامه عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له : إسكندروس ، وكان له أدب وخلق وعفة من وقت ما كان فيه غلاما إلى أن بلغ رجلا ، وكان رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها شرقها وغربها ، فلما قص رؤياه على قومه سموه ذاالقرنين ، فلما رأى هذه الرؤيا بعدت همته وعلا صوته وعز في قومه ، وكان أول ما أجمع عليه أمره أن قال : أسلمت لله عزوجل ، ثم دعا قومه إلى الاسلام فأسلموا هيبة له ، ثم أمرهم أن يبنوا له مسجدا فأجابوه إلى ذلك ، فأمر أن يجعل طوله أربعمائة ذراع ، وعرضه مائتي ذراع ، وعرض حائطه اثنين و عشرين ذراعا ، وعلوه إلى السماء مائة ذراع ، فقالوا له : يا ذاالقرنين كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين ؟ فقال لهم : إذا فرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوه بالتراب حتى يستوي الكبس مع حيطان المسجد ، فإذا فرغتم من ذلك فرضتم على كل رجل من المؤمنين على قدره من الذهب والفضة ، ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر وخلطتموه مع ذلك الكبس ، وعملتم له خشبا من نحاس وصفائح تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على أرض مستوية فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضة .
فبنوا المسجد ، وأخرج المساكين ذلك التراب ، وقد استقل السقف بما فيه ، واستغنى المساكين ، فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف ، ثم نشرهم في البلاد وحدث نفسه بالسير فاجتمع إليه قومه فقالوا له : يا ذا القرنين ننشدك بالله لا تؤثر علينا بنفسك غيرنا فنحن أحق برؤيتك ، وفينا كان مسقط رأسك ، وبيننا نشأت وربيت ، وهذه أموالنا وأنفسنا وأنت الحاكم فيها ، وهذه امك عجوز كبيرة هي أعظم خلق الله عليك حقا فليس ينبغي عليك أن تعصيها ولا تخالفها ، فقال لهم : والله إن القول لقولكم ، وإن الرأي لرأيكم ، ولكني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره ، يقاد ويدفع من خلفه ، لا يدري أين يؤخذ به ولا ما يراد به ، ولكن هلموا معشر قومي فادخلوا هذا المسجد واسلموا عن آخركم ولا تخالفوا علي فتهلكوا .(1)
من أخبار ذى القرنين
عن وهب قال : وجدت في بعض كتب الله عزوجل أن ذاالقرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه ، فبينا هو يسير وجنوده إذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته فقال له ذو القرنين : كيف لم يروعك ما حضرك من جنودي ؟ قال : كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك ، وأعز سلطانا ، وأشد قوة ولو صرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قبله ، فقال له ذو القرنين : هل لك في أن تنطلق معي فاواسيك بنفسي ، وأستعين بك على بعض أمري ؟ قال : نعم إن ضمنت لي أربع خصال : نعيما لا يزول ، وصحة لاسقم فيها ، وشبابا لاهرم فيه ، وحياة لاموت فيها ، فقال له ذو القرنين : وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال ؟ فقال الشيخ : فإني مع من يقدر عليها ويملكها وإياك .
ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين : أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله عزوجل قائمين ، وعن شيئين جاريين ، وشيئين مختلفين ، وشيئين متباغضين ، فقال له ذوالقرنين : أما الشيئان القائمان فالسماوات والارض ، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر ، وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار ، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة .
فقال : انطلق فإنك عالم ، فانطلق ذوالقرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى فوقف عليه بجنوده فقال له : أخبرني أيها الشيخ لاي شئ تقلب هذه الجماجم ؟ قال : لاعرف الشريف من الوضيع ، والغني من الفقير فما عرفت وإني لاقلبها منذ عشرين سنة ، فانطلق ذو القرنين وتركه ، فقال : ما عنيت بهذا أحدا غيري .
فبينا هو يسير إذا وقع إلى الامة العالمة من قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ، فلما رآهم قال لهم : أيها القوم أخبروني بخبركم ، فإني قد درت الارض شرقها وغربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ونورها وظلمتها فلم ألق مثلكم ، فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم ؟ قالوا : فعلنا ذلك لئلا ننسي الموت ولا يخرج ذكره من قلوبنا ، قال : فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب ؟ قالوا : ليس فينا لص و لاظنين وليس فينا إلا أمين ، قال : فما بالكم ليس عليكم امراء ؟ قالوا : لانتظالم ، قال : فما بالكم ليس بينكم حكام ؟ قالوا : لا نختصم ، قال : فما بالكم ليس فيكم ملوك ؟ قالوا : لا نتكاثر ، قال : فما بالكم لا تتفاضلون ولا تتفاوتون ؟ قالوا : من قبل أنا متواسون متراحمون ، قال : فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون ؟ قالوا : من قبل الفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا ، قال : فما بالكم لا تستبون ولا تقتلون ؟ قالوا : من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم وسسنا أنفسنا بالحلم ، قال : فما بالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة ؟ قالوا : من قبل أنا لانتكاذب ولا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا ، قال : فأخبروني لم ليس فيكم مسكين ولا فقير ؟ قالوا : من قبل أنا نقسم بالسوية ، قال : فما بالكم ليس فيكم فظ ولا غليظ ؟ قالوا : من قبل الذل والتواضع ، قال : فلم جعلكم الله عزوجل أطول الناس أعمارا ؟ قالوا من قبل أنا نتعاطي الحق ونحكم بالعدل ، قال : فما بالكم لا تقحطون ؟ قالوا : من قبل أنا لا نغفل عن الاستغفار ، قال : فما بالكم لا تحزنون ؟ قالوا : من قبل أنا وطنا أنفسنا على البلاء فعزينا أنفسنا ، قال : فما بالكم لا يصيبكم الآفات ؟ قالوا : من قبل أنا لا نتوكل على غير الله عزوجل ، ولا نستمطر بالانواء والنجوم ، قال : فحدثوني أيها القوم هكذا وجدتم آباءكم يفعلون ؟ قالوا : وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ، و يواسون فقيرهم ، ويعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويستغفرون لمسيئهم ويصلون أرحامهم ، ويؤدون أمانتهم ، ويصدقون ولا يكذبون ، فأصلح الله لهم بذلك أمرهم .
فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض ، وكان له خمسمائة عام .(1)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)